|
|
501 |
في هذه الفترة كان العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه يبحث عن أحد
يُخبر قريش بأمر النبي
ﷺ ، حتى تَستسلم قريش ولا تُقاتل . |
|
|
502 |
فرأى العباس أباسفيان سيد مكة ومعه حكيم بن حزام وبُديل بن ورقاء ،
فأقنع العباس أبا سفيان بالاستسلام وأن لا تُقاتل قريش . |
|
|
503 |
فلما رأى أبوسفيان حجم جيش النبي
ﷺ ١٠ آلاف مُقاتل ، عَلِمَ أنه لا طاقة له بقتال النبي ﷺ
، ووافق على الاستسلام . |
|
|
504 |
فذهب العباس بأبي سفيان إلى النبي
ﷺ ليُسلِّم له مكة ، فلما دخل أبوسفيان على النبي ﷺ ،
دعاه النبي ﷺ إلى الإسلام فأسلم . |
|
|
505 |
ثم قال النبي
ﷺ لأبي سفيان : " مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومَن دخل
المسجد فهو آمن ، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ". |
|
|
506 |
ثم انطلق أبوسفيان واجتمع بأهل مكة ، وأخبرهم خبر النبي
ﷺ ، وأنه لا طاقة لأحد به ، وأنه لا نَجاة لأحد يَخرج مِن بيته
. |
|
|
507 |
هنا أمر النبي
ﷺ بالتحرك لدخول مكة ، وقال لأصحابه : " لا تُقاتلوا إلا من
قاتلكم ، ونَهاهم عن قَتْل النساء والصبيان ". |
|
|
508 |
ثم دخل النبي
ﷺ مكة من أعلاها من كَدَاء في كتيبته الخضراء وذلك يوم الجمعة
١٩ رمضان من السنة ٨ هـ ، وكان يوماً مشهوداً . |
|
|
509 |
وكان رسول الله
ﷺ على ناقته القَصْواء لما دخل مكة ، وكان ﷺ في شدة
التواضع لربه سبحانه الذي أكرمه بهذا الفتح فتح مكة . |
|
|
510 |
وكان رسول الله
ﷺ يَقرأ سورة الفتح وهو على ناقته ، يرفع بها صوته ﷺ ،
وأهل مكة من بيوتهم ينظرون إلى هذا المشهد العظيم . |
|
|
511 |
ثم ضُربت للنبي
ﷺ في منطقة الخَيْف خيمة كما أمر ونزل بها ﷺ ، فجاءته أم
هانئ تستأذن عليه فقال ﷺ : " مرحباً ياأم هانئ " . |
|
|
512 |
فقالت أم هانئ للنبي
ﷺ : يارسول الله أجرة فلان وفلان ، قريبين لها فقال رسول الله
ﷺ : " قد أجرنا مَن أجرتِ ياأم هانئ " . |
|
|
513 |
ثم قام رسول الله
ﷺ حتى أتى المسجد الحرام ، والمهاجرون والأنصار بين يديه ،
وخلفه ، وحوله ، يُهلِّلون ، ويُكبِّرون . |
|
|
514 |
فأقبل رسول الله
ﷺ إلى الحجر الأسود فاستلمه بِمِحجن كان في يده ، ثم طاف بالبيت
سبعاً على راحلته ، وحول البيت ٣٦٠ صنم . |
|
|
515 |
فجعل رسول الله
ﷺ كلما دَنا من صنم يَطْعنها بِمِحجنه ، ويقول : " وقل جاء الحق
وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ". |
|
|
516 |
قُل جاء الحق وما يُبدئ الباطلُ وما يُعيد ". فما يُشير رسول الله
ﷺ بِمِحجنه على صنم في وجهه إلا وقع لِقفاه . |
|
|
517 |
فإذا وقع الصنم قام الصحابة رضي الله عنهم بتكسيره ، حتى كُسِّرت
كل الأصنام ٣٦٠ التي كانت حول الكعبة . |
|
|
518 |
ثم نادى رسول الله
ﷺ حاجب الكعبة عثمان بن طلحة رضي الله عنه - وهو الذي عنده
مفتاح الكعبة - . |
|
|
519 |
فأمره رسول الله
ﷺ أن يفتح الله الكعبة ، فلما فتحها ، أمر رسول الله ﷺ
عمر بن الخطاب أن يزيل الصور التي فيها ، فأزالها. |
|
|
520 |
ثم دخل النبي
ﷺ الكعبة وأدخل معه بلال بن رباح وأسامة بن زيد رضي الله عنهما
، وأغلق عليهم الباب فمكث ﷺ فيه طويلاً . |
|
|
521 |
جعل رسول الله
ﷺ عموداً عن يساره ، وعمودين عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه وكان
البيت يومئذ على ٦ أعمدة وصلى فيه ركعتين . |
|
|
522 |
ثم خرج رسول الله
ﷺ من الكعبة ، وقد تَجمَّع أهل مكة له ، فخطب فيهم خطبة عظيمة ،
حَمِدَ فيها ربه ، وأثنى عليه . |
|
|
523 |
ثم قال
ﷺ : " يامعشر قريش ماترون أني فاعل بكم "؟؟ قالوا : خيراً ، أخ
كريم ، وابن أخ كريم . |
|
|
524 |
فقال
ﷺ : " أقول لكم كما قال يوسف لإخوته : " لا تثريب عليكم اليوم "
، اذهبوا فأنتم الطُلقاء ". |
|
|
525 |
ثم جلس رسول الله
ﷺ في المسجد وفي يده مفتاح الكعبة ، فقال له علي بن أبي طالب :
يارسول الله اجمع لنا الحجابة مع السقاية . |
|
|
526 |
فقال
ﷺ : " أين عثمان بن طلحة "؟؟ فدُعي له ، فقال ﷺ : "
خُذوها يابَني أبي طلحة تالدة خالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم ". |
|
|
527 |
فلما استقر الأمر برسول الله
ﷺ جاءه أهل مكة يُبايعونه ، فجاء أبوبكر الصديق بوالده أبي
قُحافة ، فأسلم بين يديه ﷺ. |
|
|
528 |
ثم بايع رسول الله
ﷺ نساء قريش وأفتى رسول الله ﷺ بعدة فتاوى : تحريم بيع :
١- الخمر ٢- الميتة ٣- الخنزير ٤- الأصنام . |
|
|
529 |
كان لفتح مكة أثرٌ عظيم في نفوس العرب ، وذلك أنهم كانوا ينتظرون
نتيجة الصراع بين المسلمين وقريش . |
|
|
530 |
فلما انتصر رسول الله
ﷺ على قريش ، وفُتحت مكة دخل الناس في دين الله أفواجا . |
|
|
531 |
أقام النبي
ﷺ في مكة بعد فتحها ١٩ يوما، وفي يوم السبت ٦ شوال من السنة ٨
هـ خرج ﷺ إلى حُنين ، وهو وادٍ قريب من الطائف . |
|
|
532 |
كان سبب توجّهه
ﷺ إلى حُنين مابلغه عن هوازن أهل الطائف بجمع الجموع الكثيرة
لقتاله ﷺ وهو في مكة، فتوجه إليهم قبل أن يأتوه . |
|
|
533 |
اجتمع لهوازن ٢٠ ألف مقاتل ، وخرجوا بنسائهم وأطفالهم وأموالهم من
الإبل والغنم ، وكان قائدهم مالك بن عوف . |
|
|
534 |
خرج النبي
ﷺ من مكة ومعه ١٢ ألف مقاتل ، ١٠ آلاف الذين جاؤوا معه من
المدينة لفتح مكة ، وألفان من أهل مكة وهم الطُلقاء . |
|
|
535 |
استعمل النبي
ﷺ على مكة يحكمها بعد خروجه منها : عَتَّاب بن أسيد رضي الله
عنه ، وهو أول أمير على مكة في الإسلام . |
|
|
536 |
في طريق النبي
ﷺ إلى حُنين مر على شجرة عظيمة يُقال لها " ذات أنواط " كان
العرب يتمسحون بها ويتبركون بها ويعبدونها . |
|
|
537 |
فقال الطُلقاء من أهل مكة - وكان في إسلامهم ضعف - : يارسول الله
اجعل لنا " ذات أنواط " كما لهم " ذات أنواط ". |
|
|
538 |
فغضب رسول الله
ﷺ ، وقال : " الله أكبر قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى
لموسى اجعل لنا إلـٰهاً كما لهم آلهة ". |
|
|
539 |
وصل النبي
ﷺ إلى وادي حُنين ، وفي السَّحر عبأ رسول الله ﷺ جيشه ،
وعقد الألوية والرايات ، ورتب جنده في هيئة صفوف منتظمة . |
|
|
540 |
استعمل النبي
ﷺ على الفُرسان خالد بن الوليد رضي الله عنه وبشَّر أصحابه
بالفتح والنصر إن صبروا وثبتوا . |
|
|
541 |
كان بعض المسلمين من الطُلقاء قد أُعجب بكثرتهم، وقالوا: والله لا
نُغلب اليوم من قِلة ، فكان اتكالهم على عددهم . |
|
|
542 |
بدأ المسلمون بالنزول إلى وادي حنين - وكان مُنحدراً شديداً -
وكانوا لا يدرون بوجود كَمين لهوازن في أسفل الوادي . |
|
|
543 |
فلما نزلوا الوادي ، ما فاجأهم إلا كتائب هوازن قد شَدَّت عليهم
شَدَّة رجل واحد ، وبدأ الضرب بخالد بن الوليد حتى سقط . |
|
|
544 |
وانكشفت خيل بني سُليم مُولية ، وتبعهم أهل مكة - وهم الطُلقاء -
وبدأ فِرار المسلمين من كل مكان . |
|
|
545 |
قال البراء بن عازب : فلقوا - أي المسلمون - قوماً رُماة لا يَكاد
يَسقط لهم سَهْم فرَشَقُوهم رشقاً ، ما يَكادون يُخطئون . |
|
|
546 |
انحاز النبي
ﷺ ذات اليمين ، وثبت معه نفرٌ قليل من المهاجرين والأنصار ،
وأهل بيته ، فيهم : أبو بكر ، وعُمر ، وعلي . |
|
|
547 |
فأخذ رسول الله
ﷺ يُنادي الذين فرَّوا من المسلمين : " إليَّ عِباد الله
هَلُمُّوا إليَّ ، أنا رسول الله ، أنا محمد ". |
|
|
548 |
ولم يلتفت منهم أحد إليه ثم أخذ رسول الله
ﷺ يركض ببغلته قِبَل المشركين ، ويقول : أنا النبي لا كذب ، أنا
ابن عبدالمطلب . |
|
|
549 |
وكان العباس آخذ بلِجَام بغلته
ﷺ ، وابن عمه أبوسفيان بن الحارث آخذ بِرِكَابِها يَكُفَّانها
عن الإسراع نحو العدو . |
|
|
550 |
ثم نَزَل رسول الله
ﷺ عن بغلته ، فاستنصر ربه ودعاه قائلاً : " اللهم نَزِّل نصرك ،
اللهم إنْ تشأ لا تُعبد بعد اليوم ". |